الموت واحد

الموت واحد لدى أهل السماء لكن لا عند أهل الأرض …
فأن تموت ويخرج في موكبك الألاف ، تتزاحم القنوات على التقاط صور نعشك، ومنهم من يشتهي حتى أن يأخد تصريحا منك حول موتك …
ليس كأن تموت جوعانا في رقعة ما من الأرض لايبالي بك إلا القليل، لا الصحافة تكتب عنك ولا القنوات تتكبد عناء السفر…
ربما سيدي التاريخ لا يعترف إلا بمن سجل آسمه..

أسماء

أنت ؟

أنت..؟ أ تدري..أنك تزعجني بين الفينة والأخرى؟
من قال لك أني أستأنس بمنبهاتك ؟
نعم أنت ؟ لتعلم أن لسعاتك لم تعد تأتيني بنفس الحدة، حتى سلم ريشتر لم يعد يسجل دبدباتها على صدري…
أصبحت أعيش على إيقاع الموتى أخاف أن أقترب من لوحة مفاتيح البيانو، السوداء منها..
أخاف أن أعزف لحنا جميلا مؤقتا…يتلاشى مع نفاد حاجتك إلي!
أنست وحدتي واتخدتها مملكة لأفكاري
سنة وستة أشهر قد مضت…أما حان لك الوقت لأن تفهم بأنهم غابوا ؟
يا قلب…

أسماء

قصتي مع شارلي إيبدو قبل سنتين …

أتذكر قبل السنة الماضية كنت في الfemis بباريس لآستكمال الدراسة في السينما، أتينا لهذه المدرسة من جميع الدول من إيران، أفغانستان الشلي ،روسيا ،مصر ،تونس ،الجزائر ،المغرب جزر القمر، فلسطين المحتلة، ساحل العاج، الكونغو، الهند . وقامت الادارة بتقسيمنا للعمل داخل فرق من أربعة أشخاص لإخراج فيلم نهاية الدراسة، أي نتناوب على مساعدة كل منا على إخراج فيلمه. وكان هذا التقسيم عشوائيا تماماً كالبطولة الوطنية . كنت قد سقطت في المجموعة ب من القسم الاول والتي تجمع المغرب ، مصر، روسيا و فلسطين المحتلة… المهم بدأنا طبعا بالتعاون على اخراج فيلم أختنا الروسية ، ثم المصرية ثم المغربية (أنا)، فجاء دور محمد (اسمه محمد لأن عائلته المسلمة هي من أعطته هذا الإسم، إلا أنه اختار التحول في سن مبكرة، فاحتفظ باسمه الذي أصبح ينطقه كالتالي:Mohamet) . المهم جاء دور محمد الإيراني الأصل ،القاطن بالقدس المحتلة الذي كان يقوم بطقوسه اليهودية كل يوم، تماماً كما كنت أنا أؤدي صلواتي الخمس وكانت صديقتنا الروسية إلينا تكتفي بالجلوس على الكنبة لتقوم بالصلاة على عيسى عليه السلام.جميعنا نؤمن بأن الله رب العالمين . المهم دات ليلة وصلتني رسالة من المؤسسة تحدد دوري في فيلم محمد والذي كان هو مديرة التصوير. وصلني السيناريو الذي كان يمر عبر مراحل عدة من مدرسين أكفاء قبل أن يصور. قرأته وإذا بي أجد أن محمد يريد أن يصور فيلما وثائقيا حول شخصية CABU الذي يعمل رساما لدى Charlie Hebdo . لكن محمد أراد أن يصور بالذات مع CABU حول الرسومات التي تمس بصورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. كل الوثائقي كان يمجد تلك الكاريكاتيرات على أنها عمل إبداعي بأبعاد دينية عالمية ،و يستهزئ برسول الله. لن أخفي أنه أثار غضبي هذا كمسلمة بحكم دراستي للسيرة النبوية وحبي لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، تمالكت نفسي وأنا أقول لو كان سيدنا محمد على قيد الحياة لتجاهل هذا الصعليك… وربما لسامحه.. اتصلت بمحمد بهدوئ لأعرف منه ماذا يريد أن يقول ؟ماهي نواياه، ماهي الرسالة من عمله هذا؟؟ تم بحكم أني مديرة التصوير لعمله طلبت منه ماذا ستكون المادة المصورة ؟؟ أجابني بأنه هو المخرج وهو من سيقرر كان يستفزه كلما رافقت اسم سيدنا محمد بالصلاة عليه، وبدأ يضحك وهو يصف لي احدى الكاريكاتيرات حول رسولنا الكريم وهو يقهقه من الضحك، ……. قلت له ما المضحك؟؟ فاستمر في الضحك هنا آستقطعته:توقف!! وصل السيل الزبى..وأنا سأقرر أيضاً ولن أخد لك . لن أصور هذا الفيلم. Bonsoir. أقفلت الهاتف.
صباحا فوجئت باستقبال المؤسسة أني مطلوبة لدى الادارة ، و في أخد ورد ومحاولات فاشلة لإقناعي بان الفيلم ليس باسمي وليس لي و و و، خرجت بتوقيف مستحق لمدة يومين وافتخر بهذا التوقيف، أوقفوني بتهمة امتناعي عن التصوير وخدلان الفريق… المهم استمرت الحرب الى ما بعد التصوير حيت انسحبت وقت عرض الفيلم أيضاً الذي كان lâche كما قال طارق رمضان …المهم محمد حصل على النقطة الاخيرة في الفصل بدعوى من اللجنة أن الفيلم لايبعث بأي رسالة !!! … ماعلينا لا زلت أتواصل مع محمد ولم أفكر يوما في قتله . باختصار لأنني لم أهبه الحياة لأقطعها عنه.
فقط لأقول: أنا لست شارلي إيبدو، أنا مع حرية التعبير، ضد الإرهاب ولكنني أيضاً ضد الاسائة والاستفزاز.
ترى من أكون ؟؟


أسماء

غدر

شممت عطر الغدر بأنفي …
قررت أن أطالب بحقوقي…
فأجابوني هكذا أنت إذن…

سيزعمون بأن العيب على أنفك,

ما كان عليه أن يشتم الغدر

كان عليه أن يكتفي باشتمام العطر لا غير

حتى لو كان رديئا !!!!

اننا في زمن شقي يا أختي

قل للذي آذاك هنيئا إن الله لا ينسى

أسماء

لا تسألني …

لا تسألني عن لون الأشياء …
كف عن لومي لما لم أعجب بلون الشمس الأحمر خجولة وهي تأفل..؟
إني أرى العالم بالأبيض والأسود… وقليل من الرمادي …
أستمد سعادتي من الأرشيف…
أما اليوم فلا شيء يعجبني.

Asmae