سأنتقم

لست بحاقدة ولكني سأنتقم، سأنتقم بهدوء جميل جمال الربيع. الربيع يُعرف بحلول النسيم. سيهب النسيم وستتبعه العاصفة. لن أنتقم من شخص معين ولكن سأنتقم من دواخلي، من نفسي ولا وعيي ،سأذمر كل ماض عشعش في الأوردة.سأبيع دمي لأعوضه بالغاز الطبيعي ، أريد أن أصبح سريعة الإشتعال لأحرق أرشيف ذاكرتي، لأمسح ملفات عفا عليها الزمن،لأحيا من جديد. لن أُحذر أحدا من لمسي، لن أعلن عن خطر الإقتراب مني، ولن أٌعلق بطاقة خطر الموت على رأسي . فقط لأستدرج كل من آستغباني فيُصعق أمامي.
سأنتقم  لأني فقدت طعم الأشياء. لساني بات لا يفرق بين طعم القهوة وطعم البترول. وأنفي رغما عن أنفه يرفض مساعدة المِِنطيق .فلا الذوق ولا الشم يستطيعان التعرف على  ذاك الشيء الأسود.لأعيش أنا في العتمة.
تمادوا في جزمكم أن الإنتقام أمر منبوذ، يُوٓلد الحقد والكراهية وكلمات الشعر الأخرى…آعذروني من فضلكم ،فقدت أهم حواسي ولم أعد ذات ذوق جميل وإحساس رهف، سلمتكم مفاتيحي ، تركت لكم فسحة التحكم في ميكانيزمات جسدي فأفسدتم نسقه. بات علي أن أعيد البرمجة وأن أجمع ما تبقى مني . خرجت في مهمة آثرية  لأنقب عن آثار نفسي،أنفث الغبار هنا وهناك  بمهل خلال المسح سيرًا على الأقدام فوق جثتي. حاولت تقسيم سطح جسدي إلى مربعات صغيرة، لأتمكن من دراسة مساحته، فليومنا هذا لم أسطع إكمال خريطته، وجزء مهم من الصورة لازال مفقودا.أضحيت جرحا غائرا بملامح إنسان.
أحٓظِّرُ لجنازة غائب، لم يأتي لموكبي سوى أمي وروح جدي.أينكم يا من عكرتم صفائي ؟ لما لم تأتوا لرثائي بعد أن صرت جثة هامدة؟ أما كُنْتُمْ من قبل تتهافتون على الحديث معي؟ سيصلكم صدى ثأري منكم قريبا. سأتلذد في آنتقامي لأستعيد إحساسي بالوجود، لأحيي روابطي بالآخرين.آستأنفت القضية و لعبت دوريْ القاضي والضحية ، رُفعت الجلسة للمداولة…مٓنحتني حق الإنتقام بموجب قانون الدفاع عن الشرف و كرامة الإنسان. ليصبح الإنتقام بعد هذا الحكم  فضيلة. يا معشر المستغلين ! أريدكم لتعلموا أن وراء انتقامي هذا كثير من الحب لا يراه إلا أنا. أنا المنتقمة .
يقول جبران أن الفقير هو أصدق العشاق لأنه لا يوجد ما يقدمه من الإغراءات سوى قلبه . وأقول أنا أن ذاك الفقير حين يتجرع كأس الإهمال يصير الثأر من أولوياته اليوميه . حتى وإن لم تكتمل لديه صورة جسده .
جوانب كثيرة في الإنتقام تتفق مع مفهوم العدالة، العين بالعين والسن بالسن ،لذى سأكون عادلة وفي سعيي للإنتقام سأحفر قبرين الأول لكم والثاني لنفسي…

أسماء المدير
سأنتقم.

في العيد…

رأيت خرفانا صارت كالأفاعي تنسلخ من جلدها
سأرتدي كساء الخروف الملطخ بالدماء
وأخرج للحي في موكب رثاء
رؤوس فحمية هنا وهناك
مالي لا أرى القطط اليوم ؟
من سيدلني على جحور الفئران؟
سأجوب الشوارع لوحدي ولماذا الخجل
ومن متى كان الجزار يخجل تمضية السكاكين أمام الأضحية؟

أسماء المدير 🙂

آستنطاق في السينما …

ما آسمك؟ ما عملك؟ ما تهمتك؟
أجيب..
أنا التي كٓتبتُ مشاهد من صنعيَّ،
مٓثلت قصصا خيالية،
صٓنعت أبطالا وهمية وكٓذبت على شخصيات ثٓانوية
أدوارها كانت فرعية
لم تكن قط أساسية.
ها قد بسطت لكم يديَّ.
و في الحكم عليَّ
أرجوكم لا تستنبطو أحكامكم من الأفلام الوثائقية
وجودوا علي بمشهد من سينما الخيال العلمية
ارسلوا لي أحد شخصياتكم الفضائية
لا ترعبني إعداماتكم العلنية
لكن … أريدها على الزُهرة ثاني كواكب المجموعة الشمسية
حقاً قصصي كانت وهمية ، وإن كانت نهايتي حتمية
فإني أشتهي أن تكون هيشكوكية
يقول أحدهم : اسألو ها هل لها من أمنية.. لازال أمامنا قضايا مصيرية
أقول لكم إئتوني ببدلة زيتية فقط لأقيسها ولو لثانية
لطالما كان حلم أبي أن أصير جندية
لكن للأسف أنا سينمائية
أنا من اخترت مساريَّ و رأس مالي أفكاريَّ
يصيح الجلاد : كفانا شِعرية
ناولوها القائمة الإعدامية لتختار طريقة موتها النهائية
أجيب بعزةٍ ولو أنّي أعي مصيريَّ
أعذروني فقائمتكم همجية ولن أختار الموت شنقا، سحقا، غليا، غرقا ، حرقا،خنقا بالغاز ولا رميا بالرصاص
احجزوا لي أحد كراسيكم الكهربائية
وإن لازالت لي عندكم أمنية ثانية
أتوسل أن ترسلوا لي أحد شخصياتكم الفضائية
أريد موتة راقية بالفضاء لا على الجاذبية …

أسماء المدير 🙂